ذخيرة ثقيلة ورشاش جديد لعتاد جندي المستقبل

أعلن صنّاع الأسلحة في روسيا عن إنتاج عتاد حربي من الجيل الثاني تحت اسم " راتنيك ـ 2" ( المحارب ـ 2) يتضمن ذخيرة جديدة ذات عيار أكبر من عيار الرصاص الموجود في التسليح حالياً، الأمر الذي يجب أن يرفع من المهارات القتالية للقوات العسكرية، وسوف يترتب على إنتاج الذخائر الجديدة صنعُ بندقية رشاشة جديدة، فكيف يقيّم الخبراء العسكريون آفاق " سلاح المستقبل".

يمر العتاد الحربي " راتنيك" ( المحارب) حالياً بمرحلة تجريبية في القوات المسلحة، ومن المقرر أن يبدأ استخدامه في الجيش الروسي اعتباراً من شهر ديسمبر/ كانون الأول القادم، وسيؤمّن هذا العتاد للمقاتل كل لوازم النجاة والمعركة الناجحة، ابتداءً من السترة الواقية من الرصاص ومصفاة تنقية الماء، وحتى أجهزة الرؤية الليلية وأحدث وسائل الملاحة، ويبلغ عدد هذه المعدات أربعين قطعة، غير أن المسألة الرئيسة تكمن في أن السرية ما زالت تكتنف قرار المسؤولين العسكريين بشأن البندقية الرشاشة التي ستكون ضمن عتاد " راتنيك"، هل هي بندقية " كَلاشنِكوف ـ 12" الرشاشة، أم بندقية " ديغتاريوف 971"، علماً بأن كلا الرشاشين يملك خصائص متميزة، ذلك أن " الكلاشن" بسيط ولا يعرف الأعطال في الاستخدام، أما رشاش مصنع كوفروف فأكثر دقة في الإصابة وأقل ارتداداً.  

" الجيل الثاني" يقترب

في الوقت الذي مازال المسؤولون العسكريون يختارون الأسلحة الفردية للعتاد الحربي من الجيل الأول، فإن مصممي الأسلحة لا يتوقفون عند المنجزات التي تحققت، فقبل عدة أيام أعلن أندريه غريغورييف رئيس مؤسسة البحوث المستقبلية أنه يجري العمل على تصاميم لأسلحة حديثة عالية الدقة في إطار إنتاج عتاد حربي من الجيل الثاني يحمل اسماً مؤقتاً هو " راتنيك ـ 2" (المحارب ـ 2)، وكانت صحيفة " روسيسكايا غازيتا" قد ذكرت أنه يجري إنشاء سلاح نوعي جديد للمشاة يتميز بعيار ذخيرة أكبر من العيار المعتاد.

عيار الرصاص سيكون واحداًومع ذلك، فإن بعض الخبراء العسكريين يعتقدون أن هذه المعلومات سابقة لأوانها، ففي حديث مع " روسيا ما وراء العناوين" قال إيغور كوروتشينكو الخبير العسكري المستقل ورئيس تحرير مجلة " ناتسيونالنايا أبورونا" ( الدفاع الوطني) بأن الحديث عن زيادة عيار ذخيرة البنادق الرشاشة في منظومة العتاد الحربي " راتنيك ـ2" سابق لأوانه، مشيراً إلى أنه " يمكن الحديث حالياً عن ذخيرة من عيار 5.45 مم و 7.62 مم فقط".

يرى مصدر عسكري مطّلع أن أول ما يبرز في المعركة الحديثة هو كمية الذخيرة المحمولة التي لا بد أن يزداد وزنها لدى زيادة عيار المقذوف، ما يؤثر على حركة المقاتل، وبالإضافة إلى ذلك، فإن تغيير الذخيرة، ومن ثم نظام السلاح الفردي جرّاء ذلك، يُعدُّ مكلفاً من الناحية الاقتصادية ويستغرق ما لا يقل عن عشر سنوات، وقد جرى اختبار عيارات ذخيرة مختلفة مرات عديدة، غير أن جميع الأسلحة الجديدة كانت تُصنع وفق العيار الموجود، وهذا أمرٌ تلقائي يتميز به القطاع العسكري إلى حد ما.

وكان سيرغي سيميزوروف المدير العام لمؤسسة " تسنيتوتشماش" ( المعهد المركزي للبحوث العلمية لصناعة الآليات الدقيقة) قد ذكر في شهر يونيو/ حزيران الماضي، خلال معرض Eurosatory في باريس، بأن " منظومة العيارات المتعددة لن تخضع للتطوير ضمن النظام الجديد للعتاد الروسي"، ما يعني أن الجيش الروسي لن يمتلك خلال السنوات الخمس عشرة القادمة سوى ذخيرة من عيار واحد، ولكن ليس معروفاً حتى الآن أي عيار سيكون بالتحديد.
ولذلك فإن السؤال يبقى مطروحاً، أما الكلمة الأخيرة فيجب أن يقولها المصممون، ولاسيما أنه تم إنتاج بندقية آلية من عيار كبير " آش ـ 12"، حيث صُمّمت وفق عيار 12.7× 55 مم ( مع تعديلات مختلفة)، وتُستخدم ضمن بنادق القنص " فيخلوب" كبيرة العيار، كما لا يجب أن ننسى بندقية تولا " غرازا ـ أو تسي ـ 14" الآلية التي تستعمل ذخيرة من عيار 9× 39 مم.